Skip to main content

لكل سؤال جواب

هل تنبأ الكتاب المقدس بأنبياء يأتون بعد المسيح؟

إلى الصديق العزيز:

لا تعتمد صحة علاقتنا مع الله على اسم يحمله نبي، أو موضوعات يتصف بها، أو اسم يطلقه على مذهب يؤسسه ويدعو إلى إتباعه، أو على مبادئ يجمعها من هنا وهناك أو يجتهد في وضعها وتركيبها - مهما بدت نافعة أو حكيمة - أو على فئة أو جماعة يعمل من خلالها، ولكنها تعتمد على الله نفسه وخطته للبشرية، وعمله في التاريخ، والمرحلة التي وصل إليها الإعلان الإلهي للبشر، والحالة الروحية لهم، وأخيراً على اختيار الله للشخص المناسب للقيام بالدور الذي سبق أن رسمه له.

الأنبياء ليسوا هدف الله:

لم يكن إرسال الله للأنبياء هدفاً في حد ذاته، لقد كانت حياة الأنبياء وأعمالهم ورسالاتهم جزءاً من عمل الله في التاريخ، لم يصوغوا التاريخ أو يوجهوه أو يغيروه، لكنهم كانوا أدوات في يد الله يعلن من خلالها عن ذاته ومقاصده، ويفسر معاملاته مع البشر ويوضح موقفه من تصرفاتهم ومدى توافقها مع مقاييسه، ويحدد مطالبه ووصاياه وتحذيراته وتوجيهاته لهم حسب مستوى النور الذي وصلهم منه، لهذا نرى تدرجاً في إعلان الله عن ذاته مع مرور الزمن وازدياد قدرة الإنسان واستعداده لتلقى مزيد من الإعلان عنه، والهدف من كل هذا هو أن يضع الله أساساً لعلاقة سليمة بينه وبين البشر بعد أن يخلصهم من عبوديتهم للخطايا والآثام التي تنهش أرواحهم، وتقف حائلاً بينهم وبين معرفتهم وعبادتهم له، وقد اهتم الله بأن يشرح للناس على مدى قرون طويلة طبيعة هذا الخلاص الذي يعمل على تحقيقة، فأعمال الله التي يقوم بها هي مركز الاهتمام، وليس الأنبياء، وهذا أمر طبيعي لأن الله لا يريد أن يشاركه أحد مجده فهو يقول "مجدي لا أعطيه لآخر"(أشعياء 42: 8).

الحاجة إلى مخلص:

ولم يكن هدف الله والحال هذه إرسال كتب سماوية، وتمييز كل نبي يخصّه بكتاب معين، فعلى الرغم من أهمية الرسالة التي يحاول الله إيصالها للبشر بما تحمله من تنوير وتبصير، فإن قصد الله لا يتحقق بمجرد إرسال تعاليم أو وصايا جديدة أو أنبياء جدد، فالكلمة الموحاة المكتوبة، عل الرغم من قوتها وفاعليتها فيه، ومصداقيتها، لا تستطيع أن تقوم بتخليص البشر من بحر الآثام الذي يتخبطون فيه، فالغرقى أولاً لا يحتاجون إلى دليل لتعليم السباحة، ولا حتى إلى تقليد سبّاح ماهر، ولكنهم يحتاجون أولاً وقبل كل شيء إلى شخص يتطوع بنفسه لإنقاذهم وحملهم إلى بر الأمان، ولا مانع بعد ذلك من إتباع تعليماته وتقليد حركاته الصحيحة في السباحة، فقد يحتاجون ذلك في رحلاتهم البحرية المقبلة، وهذا ما فعله السيد المسيح حين جاء بنفسه إلى عالمنا لإنقاذنا من خطايانا وقوتها وتسلطها وعقابها المخيف بهلاكنا الأبدي في الجحيم، وهذا هو الفرق الجوهري بين المسيح وبين غيره من الأنبياء.

الخلاص ثم الكتاب:

ولقد أوحى المسيح إلى رسله وتلاميذه أن يكتبوا العهد الجديد بعد أن صنع الخلاص العظيم، وهكذا فقد أعطانا السيد المسيح خلاصاً ثم كتاباً فنحن من أهل الخلاص، قبل أن نكون من أهل الكتاب، فعلاقتنا بالله تتجاوز مجرد الإيمان بكتاب أوحى به.

أصل الأنبياء:

لقد ضيّق الله قناة النبوة التي استخدمها في إيصال إعلاناته للبشر، فقد اختار، وهو السيد الرب الحكيم، أن يرسل إلينا كل أنبيائه من الشعب اليهودي، ولا يلزم هذا أن يعنى بأي حال من الأحوال، تفضيله لهم على غيرهم من البشر، فكلهم خلقه وصنع يديه، ولكن ذلك يعنى تحميلهم مسؤولية كبيرة تتضمن المساءلة. يقول لهم في عاموس 3: 2 "إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض، لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم". فحين تحدث موسى عن النبي العظيم المنتظر الذي تُنهي نبوته كل نبوة، قال "يقيم لك الرب الإله نبياً من وسطك (أي من بنى قومك) من إخوتك مثلي له تسمعون "(تثنية 18: 15) ولقد أكد السيد المسيح على حصر النبوة في اليهود، وهو الذي وُلد من امرأة يهودية، فقال مخاطباً المرأة السامرة "الخلاص هو من اليهود"(يوحنا 4: 22). ويؤكد الرسول بولس في موضع آخر هذه الحقيقة فيقول "الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد أمين"(رومية 9: 4،5) وهو لا يعنى بطبيعة الحال أن النبوة في متناول كل شخص يهودي، وقد حذّر الله من مثل هؤلاء فقال "النبي الذي يطغى فيكم فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي"(تثنية 18: 20).

هدف حصر النبوة:

ولا يترتب على حصر النبوة في اليهود حصر الإيمان بهم واستثناء غيرهم من الخلاص، فالخلاص كما يقول الكتاب المقدس هو "لكل من يؤمن"(رومية 1: 6). فالله الذي لا يُحابى الوجوه لا يرفض أحداً بسبب جنسه أو قوميته أو أي عامل أخر، ولكن هذا الحصر في النبوة أفاد تحديد مسؤولية حفظ الأسفار المقدسة والتواتر، وتبيان تدرج الوحي وتواصله ووضع مؤشرات واضحة للاتجاه الذي يعمل نحوه الله.

المسيح موضوع النبوات:

لقد وجه العهد القديم وأنبياؤه أنظار البشر إلى المسيح المنتظر الذي سيحقق للبشرية الخلاص من الآثام والخطايا، وتصحيح علاقة الإنسان مع الله، ولهذا فقد كانت نبوة الأنبياء جزئية مرتبطة بالمسيح ودوره الذي سيقوم به مستقلاً. ولقد أصبح المسيح موضع النبوات ومُشتهى الأجيال وحلم الناس، لأنه سيحقق كل مقاصد الله وأغراضه وأهدافه.

كمال الإعلان الإلهي:

وقد اكتملت النبوة في المسيح، فقد جسّد كل النبوات التي سبقته، وحقق أحلام البشرية في الخلاص وروى أشواق الناس لمعرفة الله. فبعد أن كان الناس يعرفون عن الله من الأنبياء، أصبحوا يعرفونه شخصياً في المسيح الذي يحمل نفس طبيعته. فقد سبق أن قال الله عنه "إن اسمي فيه "(خروج 23: 21)، وأوضح الرسول بولس هذا الفرق بقوله "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه"(عبرانيين 1: 1). لقد حصلنا في المسيح على أكمل معرفة وأوفى صورة متاحة لنا عن الله فالمسيح لم يقل عبثاً "الذي رآني فقد رأى الآب"(يوحنا 14: 9)

لا دور للأنبياء:

لقد حقق المسيح كل ما أراد الله تحقيقه لنا، ولهذا فإنه لا مجال لأي شخص مهما كان عظيماً أن يضيف شيئاً إلى ما فعله المسيح، أو يعدل شيئاً عليه، فبعد أن وصلت النبوة إلى قمتها وحققت غايتها، لا يجوز لها أن تتراجع.

لا يوجد آخرون:

لقد أوضح المسيح عن الأنبياء، رداً على سؤال يوحنا المعمدان "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟"(لوقا 7: 7) بأنه لا مجال لآخر، لأن مؤهلاته لا تُوفرَ لغيره، فقال "طوبى لمن لا يعثر في"(لوقا 7: 23).

أنبياء آخر الزمان:

وتحدث المسيح عن الأنبياء الذين سيأتون في أخر الأيام فقال "فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرون"(متى 24: 5) وقال "ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين"(متى 24: 11)

هل المعزي نبي؟

ولقد حاول بعضهم أن يجد في المعزي الذي وعد السيد المسيح بإرساله بنفسه قشة يتعلق بها للإيمان بنبيّ يأتي بعد المسيح، وهنا لابد من توضيح عدة نقاط :

1- لقد ربط المسيح بين انطلاقه وصعوده إلى السماء ومجيء المعزي من بعده، فصعود المسيح شرط جوهري وأساسي لمجيئه، ومن الواضح أن الفترة الزمنية التي يتحدث عنها قصيرة جداً، قال "لكنى أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم"(يوحنا 16: 7).

2- سيقوم المسيح بنفسه بإرسال المعزي.

3- سيختبر تلاميذ المسيح أنفسهم هذا المعزي، فالوعد موّجه لهم قبل أن يكون موجهاً للأجيال التي تليهم.

4- لن يكون المعزي نبياً لأنه ليس شخصاً بشراً يحمل رسالة جديدة، ولكنه روح الله، قال السيد المسيح: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً "(يوحنا 15: 26،27)

5- سيعمل هذا المعزي داخل قلوب الناس. قال المسيح "ومتى جاء ذاك (المعزي) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"(يوحنا 16: 8)، وهو يرشد المؤمنين ويعلمهم "وأما المعزي الروح القدس... فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم كل ما قلته لكم"(يوحنا 14: 26).

6- لن يكون المعزي مرئياً، لأنه سيسكن داخل المؤمنين بالمسيح، قال المسيح "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم"(يوحنا 14: 17) ولا يكون دخوله إلى قلب كل من يؤمن بالمسيح أمراً منظوراً، يقـول المسيـح "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم مـن أين تأتى ولا إلى أين تذهب، هكذا كل من ولد من الروح"(يوحنا 3: 8)

7- لقد جاء المعزي، الروح القدس، بالفعل في اليوم الخمسين من صعود المسيح إلى السماء ولقد دوّن الكتاب المقدس ذلك. تقول كلمة الله "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم فامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا"(أعمال 2: 1-4).

قضية محسومة:

إذاً لم يترك الكتاب المقدس قضية مجيء المعزي مفتوحة حتى تتحقق في زمن غير منظور بالنسبة لتلاميذ المسيح، ولكنه حسم هذه المسألة، وسجل لنا تفاصيلها وتحقيقها.

وعلى الرغم من هذا، فليست القضية الأساسية للمؤمن بالمسيح هي الاعتراف بأنبياء يأتون بعد المسيح أو عدمه، ولكنها هي دور هؤلاء الأنبياء وما يمكن أن يقدموه لنا بعد أن أصبح السيد المسيح حجر الزاوية في علاقتنا مع الله، ففي المسيح كفايتنا، يقول عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب (الله) إلا بي"(يوحنا 14: 6)، لقد افتدانا من خطايانا وضمن لنا الخلاص من العذاب الأبدي ومنحنا الحياة الأبدية بالإيمان به، وقرّبنا من الله وعرّفنا بالله معرفة شخصية، وهو موجود معنا وفينا في كل وقت لمساعدتنا في الحياة بقوة الروح القدس، فماذا يمكن أن نطلب أكثر؟ وما الذي يمكن أن يحققه لنا نبي آخر لم يتمكن المسيح من تحقيقه؟ إننا لا نشك في عظمة هؤلاء الأشخاص أو أهمية دورهم التاريخي أو إنجازاتهم الاجتماعية وغيرها، ولكننا نقرر مع الكتاب المقدس بأنه ليس في مقدورهم تقديم الخلاص الأكيد لنا وإيصالنا إلى الله، ونحن نظلمهم إذا توقعنا منهم ما لا يستطيع القيام به إلا المسيح، لأن "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص"(أعمال 4: 12).

خلاصة:

وهكذا فإن الإيمان بالمسيح وبعمله الفدائي على الصليب من أجلنا يعني الخلاص ونوال الحياة الأبدية، ومن الحكمة أن نضع إيماننا حيث تكون له فائدة وقيمة، ويكون مقبولاً لدى الله وموافقاً لخطته ومقاصده.

فما هو موقفنا من المسلمين والقرآن ومحمد؟

بالنسبة إلى موقفنا من المسلمين، فموقفنا منهم مبدئي، فنحن نحبهم كل الحب، ولا نكنّ لهم إلا كل مودة واحترام ـ ولا نتمنى لهم إلا كل خير وازدهار وتقدم، فهم إخوتنا وأحباؤنا، يشاركوننا نفس واقعنا ومصيرنا، وتربطنا بهم روابط الدم والتاريخ والوطن المشترك والوجدان القومي والمصالح الواحدة، وإن محبتنا لهم نابعة من محبة المسيح العاملة في قلوبنا. علّمنا السيد المسيح أيضاً "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك، وتحب قريبك كنفسك "(لوقا 10: 27).

وإن موقفنا هذا منهم يؤكد هويتنا المسيحية ورسالة المحبة التي دُعينا لحملها، وعلى هذا فإن اتخاذ أي موقف مناقض لهذا منهم يُعَدُّ تنكراً لهويتنا المسيحية، ورسالة المحبة التي تذيعها، ولا يسعنا إلا أن ننظر إلى معتقداتهم باحترام، وإن من حقهم علينا أن نكون صريحين معهم فيما يتعلق بما نعتقده دون طعن في عقائدهم أو تجريح لها، فهذا ليس أسلوب المحب المخلص في محبته ودوافعه.

بالنسبة لموفقنا من القرآن الكريم، فإننا نؤمن بأن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هو كلمة الله الموحى بها التي تحوى فكر الله وخططه وطرق معاملاته مع البشر، وهو كتاب يشرح ويكمل بعضه دون تناقض، ويعطي فكراً متكاملاً وخطة كاملة، فهو وحدة كاملة ورسالة تامة لا تحتاج إلى ما يكملها أو يزيد عليها، فالله يشرح في العهد القديم مسألة سقوط الإنسان في الخطية وانفصاله عن الله، ويتحدث رمزاً وتصريحاً عن حل الله لهذه المشكلة في المسيح الذي سيأتي ويفدي الإنسان، ولقد رتب الله طريقة لوصول الإنسان إليه عن طريق الذبائح التي كانت ترمز للمسيح وتُقبل على هذا الأساس. تقول كلمة الله "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة"(عبرانيين 9: 22) لقد أعلن الله في العهد القديم بأن المسيح هو الطريق إلى الله، لأنه هو الذي سيسحق الشيطان (تكوين 3: 15)، وهو الذي سيفدي البشر من خطاياهم بموته كفارة عنهم (أشعياء - الإصحاح 53)، كما تحدث العهد القديم عن طبيعة المسيح الإلهية (مثلاً مزمور 45: 6) وأزليته (ميخا 5: 2) ومعجزاته وطبيعة خدمته (أشعياء 61: 1) وموته عل الصليب (مزمور 22: 16) وقيامته (مزمور 16: 10) واستحقاقه للتكريم والعبادة (دانيال 7: 13-14)، وكل هذا غيض من فيض، وعندما جاء السيد المسيح تحققت فيه مئات النبوءات التي كتبت عنه، ولقد فعل من أجل كل البشر كل ما يحتاج أن يفعل من أجل خلاصهم وحياتهم، وعلّمنا كل ما نحتاج أن نتعلمه عن الله ومبادئ الحياة السامية معه، وأعلن لنا الله ذاته في شخصه، فكان هو الرسول والرسالة، المبشر والمبَشر به، وما دام السيد المسيح هو أسمى إعلان وأكمله عن الله، فلا حاجة لمزيد من الإعلانات.

إننا نؤمن بأن الله واحد، وما دام كذلك، فإن الطريق إليه لابد أن يكون واحداً، ولو تعدد الله (وهذا مالا نؤمن به) لأمكن تعدد الديانات والطرق إلى الله، ولا يمكن أن يوحي الله القدوس الصالح بكتب يناقض بعضها بعضاً ويترك الناس يتخبطون في طرقهم وحيرتهم.

إننا نحث أخوتنا وأحبائنا والناس عامة على قراءة الكتاب المقدس، لا للبحث عن أخطاء متوهمة أو الانتقاد، وإنما بحثاً مخلصاً عن الحق، ولابد أن يهدى الله كل من يسعى بـإخلاص للهدايـة، يقول الله "وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم"(إرميا 29: 13) كما قال السيد المسيح، كلمة الله "إن شاء أحد أن يفعل مشيئته (الله) يعرف التعليم هل هو من كلمة الله"(يوحنا 7: 17).

وأخيراً لا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن الغرض الأسمى من الدين هو تغيير الإنسان بقصد الوصول إلى الله وضمان الخلاص من العذاب الأبدي في جهنم والحصول على يقين الحياة الأبدية وإعطائنا سلاماً كاملاً في قلوبنا، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين نحصل على كل هذه الأمور؟ فالمشكلة ليست في اسم الدين الذي نتبعه، وإنما في حقيقة ما يقدمه لنا، قال السيد المسيح "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه؟"

لكل منا ملء الحرية، وعليه كل المسؤولية أمام الله.

مع تحيات قاسم إبراهيم 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 4681