هل صلب المسيح حقيقة أم خرافة؟
"هلم نتحاجج يقول الرب " (اشعيا 18:1) هل صلب المسيح حقيقة أم خرافة
إن حقيقة صلب المسيح هي قضية جدلية رئيسية بين المسيحي والمسلم وحيث أن الصليب يعتبر من صُلب العقيدة الأساسية للكنيسة ككل، فإني أدعو القارئ الكريم للنظر بشكل شامل للشهادات التالية:
1- شهادة التاريخ
كورنيليوس تاسيتوس (55 ب.م) مؤرخ روماني ملحد، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة. سجل قصة صلب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها إلى الثمانية عشر مجلدا. جوزيفس (37- 97 ب.م) مؤرخ يهودي. كتب عن تاريخ شعبه في عشرين مجلدا. حيث سجل قصة حياة المسيح، وتعاليمه، ومعجزاته وعن صلبه بالتفصيل. ثم أشار أيضا إلى ظهور المسيح لتلاميذه حيا في اليوم الثالث. لوسيان الاغريقي. مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح وعن المسيحيين الذين كانوا قد قَبِلوا الموت لأجل إيمانهم بالمسيح. بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني. الذي أرسل إلى طيباريوس قيصر، تقريرا كاملا عن صلب المسيح، ذلك التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس، كإحدى الوثائق، في دفاعه الشهير عن المسيحيين.
2- شهادة التلمود
التلمود هو كتاب مقدس لليهود. وقد جاء في نسخة طبعت في امستردام عام 1943 صفحة 42 "ان يسوع الذي يدعى المسيح كان قد صلب مساء يوم الفصح."
3- شهادة نبوءات العهد القديم
يوجد أكثر من 47 نبوءة تتحدث عن صلب المسيح على الصليب، والتي قد تحققت حرفيا في نفس اليوم الذي صلب فيه المسيح. ومن أهم هذه النبوات هي نبوة اشعياء النبي المذكورة في سفره الإصحاح الثالث والخمسين. وفيما يلي بعض من النبوات التي تحققت في ذلك اليوم عينه 1) تسليم المسيح لليهود بثلاثين من الفضة. (زكريا 12:11): وهذه النبوة قد تخققت في ( انجيل متى 15:26). 2) تركه النلاميذ وهربوا. (زكريا 7:13) وهذه النبوة تحققت في أنجيل متى 31:16-56). 3) ثقبوا يديه ورجليه (مزمور 16:22) وهذه النبوة تحققت في انجيل لوقا 33:23). 4) القوا قرعة على ثيلبه. (مومور 18:22) وهذه النبوة قد تحققت في انجيل يوحنا 23:19-24). 5) اعطاؤه الخل ليشرب (مزمور 21:69) وهذه النبوة قد تحققت في انجيل متى 34:27). 6) شفاعته من أجل صلبيه. (اشعيا 12:53) وهذه النبوة قد تحققت في أنجيل مرقس 28:15). 7) عظم من عظامه لم يكسر . (مزمور 32:20 وخروج 46:12 وهذه النبوة قد تحققت في انجيل يوحنا 33:19-36).
4- شهادة المسيح نفسه
يحتل موت المسيح على الصليب المكانة الأولى في حياته على الأرض. لهذا السبب نرى بان كاتبي الأناجيل الأربعة قد أعطوا اهتماما كبيرا لهذه القضية، فقبل صلب المسيح تحدث مع تلاميذه في عدة مناسبات عن موته النيابي على الصليب وقيامته من بين الأموات فمرة سأله اليهود أن يريهم آية. فقال لهم "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. فقال اليهود في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل. أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه انه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع." (يوحنا 2: 18-22) ومرة أخرى قال الرب يسوع لتلاميذه "ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت." (متى 20 : 18) وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع. "ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس. فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا" (متى 17 : 22- 23)
ولأكثر تفصيل تستطيع قراءة الآيات التالية: مرقس 8:31، 9:13 : 31، 10: 23- 34، لوقا 9 : 222، 18 : 31-33، يوحنا 3: 14-17، 10: 11، 12: 32-33)
5- شهادة الأناجيل
من الواضح بان النصف الأخير من إنجيل يوحنا يتكلم عن صلب المسيح والنصف الأول يتكلم عن الثلاثة سنين والنصف من حياته على الأرض فهذا يعني أن صلب المسيح هو السبب الأساسي والرئيسي الذي جاء المسيح من اجله وهكذا أيضا الثلث الأخير من كل من إنجيل متى ومرقس ولوقا.
6- شهادة يوحنا المعمدان
كانت رسالة يوحنا عندما رأى المسيح ماشيا أشار بإصبعه إليه قائلا "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم." (يوحنا 1:29) فقبل يوحنا المعمدان كان اليهود يذبحون الكثير من الحملان للتكفير عن الخطايا أما الآن فحمل واحد للتكفير فقط "حمل الله" كانت الحملان قبلا تنتخب من قبل الناس ولكن الآن يوجد حمل واحد أرسل من قبل الله "هوذا حمل الله" لقد كان قبلا حملان يضحى بها للتكفير أو لستر الخطايا والآثام أما الآن فحمل الله يرفع "جميع الخطايا" قبل ذلك التاريخ كان الكثير من الحملان تذبح لأجل شعب إسرائيل فقط، أما الآن فيوجد حمل واحد للعالم كلّه. "هوذا حمل الله الذي يرفع "خطية العالم" إننا نقرأ في سفر التكوين الإصحاح الرابع عن حمل واحد لشخص واحد "فقدم هابيل من أبكار غنمه ومن سمانها ... قربانا للرب" وفي سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر نقرأ عن حمل واحد للعائلة كلها، وفي سفر اللاويين نقرأ عن حمل واحد لكل الشعب اليهودي، ولكن الآن المسيح "حمل الله" للعالم بأسره.
7- شهادة موسى
في سفر التثنية 18 :15 تكلم موسى عن المسيح وهذه النبّوة قد تمت في (أعمال الرسل 3:22).
8- شهادة قانون الإيمان النيقاوي
في عام 325 ب.م اجتمع من كافة أنحاء العالم عدد من الأساقفة المسيحيين في مدينة نيقية، ووضعوا بصورة مختصرة قانون الإيمان المسيحي. كان الغرض من هذا القانون تلخيص العقيدة المسيحية وحماية الكنيسة الفتية من الهرطقات التي ظهرت في الكنيسة في ذلك الوقت. وقد أشار قانون الإيمان النيقاوي بصورة واضحة وصريحة إلى صلب المسيح في عهد بيلاطس البنطي ودفنه وقيامته في اليوم الثالث.
9- شهادة استخدام الصليب كرمز وإشارة للمسيحيين
لقد كان الصليب رمزا للكنيسة منذ نشوئها، فكنت ترى الصليب مرفوعا على مناراتها وموضوعا على تيجان ملوكها ومنقوشا على مقابر تابعيها ليذكرهم بمحبة الله العظيمة لخلاص البشرية ومن العجيب أن ترى علامة الصليب محفورة بكثرة على جدران دهاليز المقابر (الكاتاكومب) الموجودة تحت الأرض في روما منذ القرن الأول الميلادي.
10- شهادة كلمات المسيح على الصليب
لا يوجد شخص في الوجود سوى الرب يسوع المسيح الذي يمكنه أن ينطق بتلك الكلمات السبع التي تفوه بها وهو يعاني الآلام الشديدة على الصليب. فمن يستطيع أن ينطق ويقول "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" إلا المسيح يسوع؟
11- شهادة يوسف الرامي
عندما طلب يوسف الرامي جسد يسوع من بيلاطس البنطي وأعطي له (مرقس 15 : 42- 46) كان يوسف الرامي يعرف أن الجسد الذي أنزله من على الصليب هو جسد المسيح وليس غيره.
12- شهادة يهوذا الاسخريوطي
إن النظرية التي تقول بان يهوذا صلب عوضا عن يسوع لا يمكن أن تكون صحيحة للأسباب التالية: 1- لأننا بذلك ننسب لله صفة الخداع والتضليل. وحاشا لله أن يخدع البشر. 2-إن النبوة التي تنبأ بها زكريا عن إعطاء الثلاثين من الفضة لمسلمّه لا يمكن أن تتحقق (زكريا 11 :12 و متى 26 :15) 3- إن النبوة التي تتحدث عن أخذ الثلاثين من الفضة التي طرحها يهوذا في الهيكل لشراء حقل الفخاري لا يمكن أن تتم إلا بموت المسيح (زكريا 11 :13 ومتى 22 :7) 4- من البديهي انه لو كان الشخص الذي صلب غير المسيح فلا بد أن يقاوم ويعترض ويقول لعسكر الرومان أنى لست المسيح.
13- شهادة اليهود
سأل اليهود بيلاطس بأن يختم الحجر على القبر ليس خوفا من أن يخرج المسيح من القبر، ولكن خوفا من لن يأتوا تلاميذه ويسرقوا الجسد ومن ثم يقولوا انه قام من الأموات.
14- شهادة عشاء الفصح
عندما صنع الرب يسوع الفصح مع تلاميذه أخذ الكأس وقال "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1 كو 11 : 25 -26) ولقد كان المسيحيون عبر التاريخ يجتمعون مع اختلاف طوائفهم في أول كل أسبوع وفي كل أنحاء المعمورة ليحتفلوا بعشاء الرب كذكرى لعمل محبة الله العظيمة. بأن يسوع المسيح قد سفك دمه للتكفير عن خطايا العالم أجمع.
15- شهادة تعليم الرسل
لقد كان تعليم الرسل مبنيا على إيمانهم العظيم بموت المسيح على الصليب وقيامته. فلقد عاش تلاميذه وماتوا كلهم كشهداء. من اجل إيمانهم الراسخ في عمل المسيح الكفاري على الصليب. فبطرس في موعظته في يوم الخمسين قال لليهود :"أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم تعلمون. هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه" (أعمال 2 :22- 23) وبولس الرسول يكتب في رسالته إلى كنيسة رومية عن حقيقة تبريرهم بموت المسيح الكفاري فيقول: "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (رومية 3: 24) "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار. فانه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضا أن يموت. ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية5 :6-8) "لانك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت." (رومية10 : 9-10) لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا" (5: 7) "فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1 كو 1: 18) "لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا." (1كو 2:2)
للمزيد من المعلومات بأكثر تفصيل أرجو أن تقرأ الآيات التالية : (أعمال 36؛ 3 :13-15؛ 4:10؛ رومية 1: 4؛ 3 :24؛ 4: 24- 25؛ 5:8؛ 6: 3-4؛ 6ئك10؛ 10: 9؛ 1كو 1: 18، 23؛ 2:2؛ 5:7؛ 6:14؛ 11:26؛ 15 : 3-4، 17، 20؛ 2 كو 4 : 10 -14؛ 13: 4؛ غلا 2: 20؛ 4:4؛ 6: 14؛ افس 1:7؛ 2 : 13؛ 5: 2؛ كو 1 :18، 20؛ 2: 12 14؛ 3:1؛ فيل 2 : 6-8؛ 3 : 18؛ 1 تسا 1: 10؛ 4: 14؛ 5 : 10؛ 1 تيمو 2 : 6؛ 2 تيمو 2 : 11، 18؛ عب2 :9، 14 - 15؛ 5: 8؛ 9: 12، 14 :؛ 10 :10، 14؛ 12: 2؛ 13 : 12؛ 13 : 20؛ 1 بطر 1 : 3؛ 11 : 18 - 19؛ 2 : 21 - 24؛ 3 : 18؛ 4، 1؛ 5 : 1؛ 1يو 1 : 7؛ 3 : 16؛ 04 : 10؛ رؤ 1 : 5 - 7؛ 5 : 9، 11)
16- شهادة معمودية المؤمنين
عندما يعتمد المؤمن يشهد بمعموديته عن موته ودفنه وقيامته مع المسيح "أم تجهلون أن كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدّة الحياة." (رو 6 : 3- 6)
17- شهادة الذبائح التي كانت تقدم في العهد القديم
كانت الضحايا في العهد القديم تذبح كوسيلة للتكفير عن الخطايا "لان الدم يكفر عن النفس" (لاويين 17 : 11) وكلنا نعلم بان المسيحيين والمسلمين واليهود يؤمنون بالفداء أو الضحية. فالمسلمون يحتفلون بعيد الأضحى واليهود يحتفلون بعيد الفصح بتقديم ذبائح دموية للتكفير عن خطاياهم والمسيحيون يؤمنون بموت المسيح "حمل الله" الذي هو الذبح العظيم والضحية الكبرى والنهائية للتكفير عن خطايا العالم فموت المسيح وذبيحته الكفارية هي التي أعطت معنى لكل الضحايا ولكل الأعياد السابقة وما تلك الضحايا إلا رمزا مثاليا للتضحية الحقيقية التي قدمها المسيح على الصليب وإلا فالضحايا تبقى بلا معنى على الإطلاق.
18- شهادة موت التلاميذ
يعلن لنا التاريخ بان جميع التلاميذ ما عدا يوحنا الرسول قد استشهدوا بسبب إيمانهم بموت المسيح وقيامته. فهل من المعقول أن يموت جميع التلاميذ شهداء من اجل خرافة؟
إنني اصلي انك بعد قراءة هذه الشهادات الواضحة والصريحة أن تأخذ قرارك الذي يتوقف عليه مصيرك الأبدي وان تسأل نفسك هذا السؤال وهو: هل من الممكن أن تكون كل هذه الأدلة والبراهين خاطئة والقرآن وحده صحيحا ؟ صلاتي إلى الله لكي يهديك إلى اتخاذ القرار الصحيح. والرب معك.
- عدد الزيارات: 3831