من هو الانسان البار؟
هذا سؤال مهم يتطلب توضيحاً عميقاً، خاصة عندما نجد آيات تبدو متناقضة في الظاهر:
- رومية 3: 10 تقول: "أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ"
- يعقوب 5: 16 تتحدث عن "صلاة الرجل البار الفعالة"
أنواع البر في الكتاب المقدس:
1. البر الذاتي (البر الإنساني):
"أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ" - رومية 3: 10
خصائصه:
- لا يوجد إنسان بار بقوته الذاتية
- كل إنسان خاطئ بالطبيعة
- أفضل أعمالنا مثل "خِرق بالية" أمام الله (إشعياء 64: 6)
- "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا" (إشعياء 64: 6)
2. البر المحسوب (البر الإلهي):
"الله يدعو تلك الأشياء التي لا وجود لها كما لو كانت موجودة" - رومية 4: 17
كيف يحصل عليه الإنسان:
- بالإيمان بالمسيح كرب ومخلص
- ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد (أفسس 2: 9)
- بالنعمة وليس بالاستحقاق
- محسوب من الله وليس كسباً ذاتياً
أمثلة على الأبرار في الكتاب المقدس:
داود الملك:
"داود قال إنه كان مستقيماً في القلب (باراً) في مزمور 7: 10"
كيف كان باراً؟
- ليس لأنه معصوم من الخطأ
- بل لأن قلبه كان مستقيماً مع الله
- تاب عن خطاياه عندما أخطأ
- اتكل على رحمة الله وليس على بره الذاتي
المؤمنون الحقيقيون:
"إذا قبلنا يسوع رباً ومخلصاً لنا، فقد 'تجاوزنا الانقسام' ونحن بصدد بلوغ الكمال"
خصائص الإنسان البار:
1. التوبة الحقيقية:
"كل شخص في هذا العالم يكره خطيئته ويتوب حقاً عنها"
عناصر التوبة:
- الإقرار بالخطية وعدم إنكارها
- الندم الحقيقي على ما فعله
- العزم على ترك الخطية والسير في طريق الله
- "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1: 9)
2. الإيمان الحقيقي بالمسيح:
"ويؤمن بالمسيح، ابن الله، مخلّصاً له، ستُغفر له خطاياه بالتأكيد"
طبيعة هذا الإيمان:
- ليس مجرد اعتقاد فكري بأن يسوع هو ابن الله
- بل تسليم الذات له كما يضع المريض نفسه في يدي الطبيب
- ثقة كاملة في عمل المسيح الخلاصي
- قبوله رباً ومخلصاً للحياة
3. الحياة المتغيرة:
"مثل هذا الإيمان يجعلني إنساناً سوياً في مجتمع معوج"
علامات التغيير:
- يجعلني أحب أعدائي وأدعو الله لأجلهم
- يغير حياتي ويعطيني امتيازاً عظيماً
- يظهر في الأعمال الصالحة كثمر طبيعي للإيمان
4. الاستمرارية في النمو:
"ونحن بصدد بلوغ الكمال، وأن نصبح صالحين، ويكتمل هذا التقديس عندما نموت"
البر في المعنى القضائي:
إعلان الله:
"يقول الله لنا صالحين تماماً ومبررين اليوم بالمعنى القضائي"
ما يعنيه هذا:
- الله ينظر إلينا كأبرار في المسيح
- خطايانا مغفورة تماماً
- بر المسيح محسوب لنا
- موقفنا القانوني أمام الله تغير
الأساس الكتابي:
"له يشهد جميع الأنبياء، أن كل من يؤمن به (أي بالمسيح) ينال باسمه غفران الخطايا"
الفرق بين البار والكامل:
في هذه الحياة:
- لسنا كاملين وبلا خطيئة (1 يوحنا 1: 8)
- لكننا أبرار في نظر الله بالإيمان
- لا نزال نخطئ لكن لدينا غفران مستمر
في الحياة الآتية:
- سنكون كاملين عند الموت
- التقديس سيكتمل في السماء
- لن نعود نخطئ أبداً
أمثلة تطبيقية:
الشخص التقي:
- ليس المطلوب عمر معين أو مستوى تعليمي
- بل قلب تائب ومؤمن بصدق
- الله ينظر إلى القلب وليس إلى المظاهر
الخاطئ التائب:
"المهذبين المتحضّرين من الناس، وذوي الأخلاق المحترمين، لا يذهبون إلى السماء [إلا إذا تابوا]"
"الذين يذهبون إلى السماء هم فقط الذين يقرّون بأنهم خطاة، ويعترفون بيسوع المسيح رباً ومخلصاً"
صلاة الرجل البار:
من هو؟
"صلاة الرجل البار الفعالة تنفع كثيراً" - يعقوب 5: 16
خصائصه:
- مؤمن حقيقي بالمسيح
- قلبه مستقيم مع الله
- يعيش في التوبة المستمرة
- يسعى لإرضاء الله في حياته
- صلاته فعالة لأن الله يسمع للأبرار
الخلاصة:
الإنسان البار هو:
- شخص تاب عن خطاياه بصدق
- آمن بالمسيح كرب ومخلص شخصي
- اعتمد على بر المسيح وليس على بره الذاتي
- قلبه مستقيم مع الله رغم عدم كماله
- يسعى للنمو في القداسة والطاعة
- يعترف بخطاياه عندما يسقط ويطلب الغفران
- صلاته فعالة لأن الله يسمع له
البر الحقيقي ليس بلا خطيئة، بل هو موقف القلب المستقيم مع الله، والاتكال على بر المسيح، والسعي المستمر لإرضاء الله في الحياة.
- عدد الزيارات: 19