Skip to main content

الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

1ثُمَّ قبلَ الفصحِ بستةِ أيامٍ أتى يسُوعُ إلى بيتِ عنيَا حيثُ كانَ لعازرُ الميتُ الذي أقامهُ من الأمواتِ. 2فصنعُوا لهُ هناكَ عشاءً. وكانتْ مرثَا تخدمُ وأمَّا لعازرُ فكانَ أحدَ المتكئينَ معَهُ. 3فأخذتْ مريمُ مناً من طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثيِر الثمنِ ودهنَتْ قدَمَيْ يسوعَ ومسحَتْ قدميْهِ بشعرهَا. فامتلأَ البيتُ من رائحةِ الطيبِ. 4فقالَ واحدٌ من تلاميذِهِ وهوَ يهوذَا سمعانُ الإسخريوطيُّ المزمعُ أن يسلِّمَهُ. 5لماذَا لم يُبَعْ هذَا الطيبُ بثلاثِ مئةِ دينارٍ

--------------------------

(51:11) لا يوجد شخص يماثل شخص الرب يسوع المسيح. فحياته فريدة بلا استثناء من حيث أن الأنبياء تنبأوا عنها بالتفصيل: تنبأوا عن مكان ولادته وزمانها والحوادث التي ستواكبها، كما انهم تنبأوا عن خدمته وقوته وتعليمه وحوارييه ومعاملة اليهود له ومحاكمته وصلبه وسبب موته ومكان دفنه ومدة رقاده ومجد قيامته. لقد أورد الأنبياء أكثر من ثلاثمئة نبوءة فيها ذكروا تفاصيل كاملة عن جميع نواحي حياته. لا يوجد إنسان كُتبت تفاصيل حياته بإسهاب في النبوات كما كُتبت عن حياة الرب يسوع المسيح، وذلك ليمهد الطريق للفكر البشري كي يقبل مجيء الإله الحي لخلاص بني البشر. وهنا نطق رئيس الكهنة بنبوة بخصوص موت المسيح ساندا بذلك النبوات التي رددها الأنبياء دانيال وإشعياء وداود وغيرهم قبل القرن السادس قبل الميلاد قائلين بأن المسيح سيأتي إلى هذه المسكونة ويموت، ولكن ليس لأجل خطية ارتكبها إذ لم يفعل خطية ولم يكن في فمه غش، بل ليكون موته فدية للشعب. وهنا جعل الله رئيس الكهنة أن يردد النبوة دون أن يدري غور معانيها.

ويُعطَ للفقراءِ. 6قالَ هذَا ليسَ لأنهُ كانَ يبالي بالفقراءِ بل لأنهُ كانَ سارقاً وكانَ الصندوقُ عندَهُ وكانَ يحملُ ما يُلقَى فيهِ. 7فقالَ يسوعُ اتركوهَا. إنها ليومِ تكفِيني قدْ حَفِظَتْهُ. 8لأن الفقراءَ معكُمْ في كلِّ حينٍ. وأمَّا أنا فلسْتُ معكُم في كلِّ حينٍ.

9فعلمَ جمعٌ كثيرٌ من اليهودِ أنَّهُ هناكَ فجاءُوا ليسَ لأجل يسوعَ فقطْ بل لينظرُوا أيضاً لعازرَ الذي أقامهُ من الأمواتِ. 10فتشاورَ رؤساءُ الكهنةِ ليقتلُوا لعازرَ أيضاً. 11لأنَّ كثيرينَ من اليهودِ كانُوا بسببِهِ يذهبونَ ويؤمنونَ بيسوعَ.

12وفي الغدِ سمعَ الجمعُ الكثيرُ الذي جاءَ إلى العيدِ أن يسوعَ آتٍ إلى أورشليمَ. 13فأخذُوا سعوفَ النّخْلِ وخرجُوا للقائِهِ وكانُوا يصرخونَ أوصنَّا مباركٌ الآتِي باسمِ الربِّ ملكُ إسرائيلَ. 14ووجدَ يسوعُ جحشاً فجلسَ عليهِ كمَا هوَ مكتوبٌ. 15لا تخافي يا ابنةَ صهيونَ. هوذَا ملكُكِ يأتِي جالساً على جحشٍ أتان. 16وهذِهِ الأمورُ لم يفهمْهَا تلاميذُهُ أولاً. ولكن لما تمجَّدَ يسوعُ حينئذٍ تذكرُوا أن هذِهِ كانَتْ مكتوبةً عنهُ وأنهُمْ صنعُوا هذِهِ لهُ. 17وكانَ الجمعُ الذي معهُ يشهدُ أنهُ دعَا لعازرَ منَ القبرِ وأقامهُ

-------------------------

(6:12) لا ينبغي أن يُقاس عمل الله وكلمته بأعمال أي من البشر أو بأفعالهم. فالبشر يبقون بشرا حتى ولو كانوا خداما لله، لأنه يمكن لأي إنسان أن يسقط في أشر الخطايا وأقبحها، ويجلب العار على الاسم الحسن الذي دُعي عليه. وهنا يعطينا الإنجيل أوضح مثل ممكن بيهوذا الإسخريوطي، ويبرهن لنا عن أن الإنسان يمكن أن يتخذ الدين مطية لأغراض شخصية ومقاصد هدامة، وان يتستر خلف التعصب الديني الأعمى من أجل أهداف دنيئة. فإن سمح الله لمثل أولئك أن يتسللوا إلى الحلقة الداخلية لخدمة السيد نفسه، وذلك لينبهنا ويحذرنا أن الدجالين لن يقفوا عند أي حد ولن يتوانوا عن استخدامهم لاسم الله ورسالته كمطية لأغراضهم الشخصية الأنانية، إذ هم الذئاب الخاطفة التي تأتي بثياب حملان لكي تخطف وتقتل، ولكن الله سيحاسبهم حسابا عسيرا. وهكذا نتذكر قول المسيح بأنه خير لمثل هؤلاء لو لم يولدوا.

-------------------------

(10:12) لقد أقام السيد المسيح الموتى وبرهن في قوته تلك عن أن له سلطانا على الموت ومخارج الحياة. وقد أيد القرآن وجود هذا السلطان في المسيح عندما قال: “وتبرئ الاكمه والأبرص باذني وإذ تُخْرِجُ الموتى” (المائدة 110). وقد دعم هذه العقيدة الإمامان الجلالان إذ قالا في كتاباتهما: “فأحيا عازار صديقا له، وابن العجوز وابنة العاشر، فعاشوا ووُلد لهم.” ولم يكن قولهما إلا إقرارا ضمنيا بلاهوت المسيح إذ إقامة الموتى هي خاصة من خواص الله وحده.

منَ الأمواتِ. 18لهذَا أيضاً لاقَاهُ الجمعُ لأنهم سمعُوا أنهُ كانَ قد صنعَ هذِهِ الآيةَ. 19فقالَ الفريسيونَ بعضُهُم لبعضٍ انظرُوا. إنكم لا تنفعونَ شيئاً. هوَذَا العالمُ قد ذهبَ وراءَهُ.

20وكانَ أناسٌ يونانيونَ من الذينَ صعدُوا ليسجدُوا في العيدِ. 21فتقدَّمَ هؤلاءِ إلى فيلبُّسَ الذي من بيتِ صيدا الجليل وسألوهُ قائلينَ يا سيِّدُ نريدُ أن نرَى يسُوعَ. 22فأتى فيلبُّسُ وقالَ لأندراوسَ ثمَّ قالَ أندراوسُ وفيلبُّسُ ليسُوعَ. 23وأمَّا يسوعُ فأجابهما قائِلاً قد أتتْ الساعةُ ليتمجَّدَ ابنُ الإنسانِ. 24الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُمْ إنْ لم تقعْ حبَّةُ الحنطةِ في الأرض وتَمُتْ فهيَ تبقَى وحدَهَا. ولكنْ إنْ ماتَتْ تأتي بثمرٍ كثيرٍ. 25من يحبُّ نفسَهُ يهلِكُهَا ومن يبغضُ نفسَهُ في هذَا العَالم يحفظُهَا إلى حياةٍ أبديةٍ. 26إنْ كانَ أحدٌ يخدِمُني فليتبعني.‎ وحيثُ أكونُ أنا هناكَ أيضاً يكونُ خادِمِي. وإنْ كانَ أحدٌ يخدِمُني يكرمُه الآبَ. 27الآنَ نفسِي قدِ اضطربَتْ. ومَاذَا أقولُ. أيُّهَا الآبُ نجني من هذِهِ السّاعةِ. ولكنْ لأجل هذَا أتيتُ إلى هذِهِ السّاعةِ. 28أيّهَا الآبُ مجِّدِ اسمَكَ. فجاءَ صوتٌ منَ السماءِ مجدتُ وأُمجّدُ أيضاً. 29فالجمعُ الذي كانَ واقفاً وسمعَ قالَ قد حدث رعدٌ. وآخرونَ قالوا قدْ كلّمَهُ ملاكٌ. 30أجابَ يسوعُ وقالَ ليسَ من أجلِي صارَ هذَا الصوتُ بلْ مِنْ أجلِكُمْ. 31الآنَ دينونةُ هذَا العَالم. الآنَ يُطرحُ رئيسُ هذَا العَالم خارجاً. 32وأنا إنِ ارتفعْتُ عن الأرض أجذبُ إليَّ الجميعَ. 33قالَ هذَا مشيراً إلى أيَّةِ ميتةٍ كانَ مزمعاً أن يموتَ. 34فأجابهُ الجمعُ نحنُ سمعنَا من الناموسِ أن المسيحَ يبقَى إلى الأبدِ. فكيفَ تقولُ أنتَ إنهُ ينبغي أن يرتفعَ ابنُ الإنسانِ. من هوَ هذَا ابنُ الإنسانِ. 35فقالَ لهم يسوعُ النورُ معكم زماناً قليلاً بعدُ. فسيرُوا ما دامَ لكم النورُ لئَلاّ يُدركَكُم الظلامُ. والذي يسيرُ في الظلامِ لا يعلَمُ إلى أينَ يذهبُ. 36ما دامَ لكم النورُ آمنُوا بالنورِ لتصيرُوا أبناءَ النورِ.

--------------------------

(24:12) جاء المسيح لأجل فداء بني البشر وخلاصهم. لذلك كان يعلم منذ الساعة التي أتى فيها الى هذه المسكونة أن هدفه هو أن يموت على الصليب حيث يُسفك دمه فدية لخطايا بني البشر. وبدون ذلك الموت لن يحصل خلاص لنا. ولكن موته على الصليب يسَّرَ لجميع الناس خلاص الله وجعله في متناول كل الذين يؤمنون به ويقبلونه مخلصا لحياتهم تائبين عن خطاياهم.

تكلمَ يسوعُ بهذَا ثمَّ مضَى واختفَى عنهم.

37ومع أنهُ كانَ قد صنعَ أمامَهُم آياتٍ هذَا عددُهَا لم يؤمنُوا بهِ. 38ليتِمَّ قولُ إشعياءَ النّبي الذي قالهُ يا ربُّ من صدَّقَ خبرنَا ولمن استُعلِنَتْ ذراعُ الربِّ. 39لهذَا لم يقدرُوا أن يؤمنُوا. لأنَّ إشعياءَ قالَ أيضاً. 40قد أعمَى عيونَهُم وأغلظَ قلوبَهُم لئَلاَّ يبصرُوا بعيونِهِم ويشعرُوا بقلوبهم ويرجعُوا فأشفيهُم. 41قالَ إشعياءُ هذَا حينَ رأَى مجدَهُ وتكلّمَ عنهُ. 42ولكنْ مع ذلكَ آمنَ بهِ كثيرونَ من الرؤساءِ أيضاً غيرَ أنهمْ لسببِ الفريسيينَ لم يعترفُوا بهِ لئَلاَّ يصيرُوا خارجَ المجمع. 43لأنهم أحبُّوا مجدَ الناس أكثرَ من مجدِ اللهِ.

44فنادَى يسوعُ وقالَ. الذي يؤمنُ بي ليسَ يؤمنُ بي بل بالذي أرسلني. 45والذي يراني يرَى الذي أرسلني. 46أنا قد جئتُ نورًا إلى العَالم حتَّى كلُّ من يؤمنُ بي لا يمكثُ في الظلمةِ. 47وإنْ سمعَ أحدٌ كلامِي ولم يؤمنْ فأنا لا أدينهُ. لأني لم آتِ لأدينَ العَالم بل لأخلِّصَ العَالم. 48من رذلَني ولم يقبلْ كلامِي فلهُ من يدينهُ. الكلامُ الذي تكلّمْتُ بهِ هوَ يدينُهُ في اليومِ الأخير. 49لأني لم أتكلمْ من نفسِي لكنَّ الآبَ الذي أرسلني هوَ أعطاني وصيةً ماذَا أقولُ وبماذَا أتكلمُ. 50وأنا أعلَمُ أنَّ وصيتَهُ هيَ حياةٌ أبديةٌ. فمَا أتكلمُ أنا بهِ فكمَا قالَ لي الآبُ هكذَا أتكلّمُ.

-------------------------

(41:12) هنا يخبرنا الإنجيل أن إشعياء النبي رأى مجد السيد المسيح حين نطق بتلك الكلمات، والمكان الوحيد الذي فيه يذكر إشعياء تلك الكلمات هو حين أخبرنا بأنه رأى يهوه الإله العظيم جل جلاله (إشعياء 1:6-10). إذاً الكتاب المقدس يخبرنا بكل وضوح أن ذلك الإله العظيم الذي ظهر لإشعياء لم يكن سوى الرب يسوع المسيح الذي أخلى نفسه آخذا صورة عبد وصار في شبه الناس لفدائنا من الخطية ونار الجحيم.

--------------------------

(47:12) لم يأتِ المسيح في مجيئه الأول لكي يدين العالم بل ليتمم عمليَّة خلاص نفوسنا. ويتفق أغلب علماء الإسلام على أن المسيح سيأتي ليدين العالم عند النهاية. ولكن في دينونته لا يحتاج إلا لأن يقابل كلمته مع حياة كل إنسان يقف أمامه للدينونة. فإن كان ذلك الإنسان قد قبل كلام المسيح واتخذ شخص المسيح مخلصا لحياته يدخل إلى النعيم. وكل من رفض كلامه فسيواجه دينونة عادلة وقاسية إذ تكون نار جهنم نصيبه. لذلك جاء في القرآن عن لسان الله قائلا للمسيح: “يا عيسى إني متوفِّيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة” (آل عمران 55). فأين أنت من الإيمان الأقدس بالرب يسوع المسيح الذي ستقف حتما أمامه في يوم الحشر؟ 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 2036