Skip to main content

شهادة غسان (ماروني)

سلام الرب يسوع معكم ،

كنت قد ولدت فى عائلة مارونية ، وفى الحادية عشرة من عمرى أرسلت إلى دير الأباء اليسوعين لتحصيل العلم ولأصبح كاهنا يوماً من الأيام وقد تربيت على أن أصلي كل يوم عدة مرات وكنا نتعلم أن نتشفع بالقديسين الذين رحلوا من هذه الدنيا منذ مئات السنين ونصلي لهم وقد نشأت على ذلك وكان أعتقادي أن لا خلاص بدونهم وبدون السيدة العذراء مريم خاصة ، كان هذا ما تعلمته فى الدير.

وظل هذا الأعتقاد عندي لسنين عديدة وكنت فى الوقت نفسه أظن أنني فى الطريق الصحيح خصوصا أنى كنت أقرأ كتاب التعليم المسيحي "CATECHISM" وليس الكتاب المقدس ، ومع مرور السنين تركت الدير وأنتقلت إلى المدارس الخاصة لأكمل دراستي.

من وقت لآخر أصبحت أطلع على الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد ولكن مع ذلك ظلت الفكرة راسخة عندي فهي في مخيلتي منذ الصغر وهي أننا لا يمكن أن نتأكد من خلاصنا ولكن بما أنني ماروني وأعمل أعمالا صالحة فلا شك بأن الرب بشفاعة القديسين لي سيغفر ذنوبي بعد أن أقضي بعض الوقت في المطهر وذلك للتكفير عن الخطايا التي أرتكبتها وأنا لم أزل على قيد الحياة.

تقدمت بي السنين وكان عندي شغف لقراءة الكتاب . وكنت أزداد جدة وتساؤلات لأن الكتاب يقول عكس ما تعلمته فكنت في حيرة من أمري ، من أصدق . تكلمت مع أحد الأقرباء في هذا الموضوع عدة مرات وكان مطلعا على الأمور أكثر مني وفي نفس الوقت كان أنضج مني روحيا فقال لي لنختصر الموضوع ونتكلم بما يفيد وقال : "إذا صليت فصلي للرب يسوع فقط هو الوحيد القادر أن يسمع لأنه هو الإله الوحيد ولكانت بقية الأموات تستطيع أن تسمعك وتسمع غيرك في البلدان الأخرى وأنتم تصلون وتتشفعونهم في نفس الوقت لأصبح لهم نفس قدرة الله ويكونوا كالله موجودين في كل مكان . هزتني كلماته وأحدثت في نوعا من الدهشة والتساؤل هل الأمور هكذا فإذا كانت كلماته صحيح فذلك يعني بإني كنت على خطأ طول حياتي.

وقد نصحني قريبي أن أقرأ رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس أصحاح 2: 5 " لإنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الأنسان يسوع المسيح " والرسالة الأولى للرسول يوحنا2: 1 " يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار ".

تأملت في هذه الكلمات ولم أتردد في تصديق كل ما قاله لي ومن حينه لم أعد أحني ركبة لتمثال ولا أصلي إلا للرب يسوع وسيط العهد الجديد . ولاسيما بعدما قرأت في سفر الخروج 20: 4 " لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض لا تسجد لهن ولا تعبدهن . لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي "

مرت السنين وقابلت أحد الأخوة المؤمنين المخلصين وكنا دائما نتكلم عن الكتاب المقدس وقد نصحني بأن هذا الكتاب هو الوحيد الذي يدل على الخلاص وعلى المخلص فأطمئن قلبي له لأنه كان لا يقول جملة الا ويدعمها بآية من الكتاب المقدس. قرأت الكتاب لبضعة شهور ورسخت في ذهني بعض الآيات وكلها تدل على أن الخلاص هو بالإيمان بيسوع وليس بالأعمال الصالحة لأن الأعمال تأتي نتيجة الإيمان متى 7: 16 " من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا".

وإليكم بعض الآيات التي تدعم أقتناعي بأن الخلاص هو بدم يسوع المسيح على الصليب وبالإيمان به فقط :

أفسس 2: 8 " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هوعطية الله "

أفسس 1: 7 " الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته "

أعمال 16: 31 " فقالا آمن بالرب يسوع فتخلص انت وأهل بيتك "

بطرس الأولى 1: 18- 19" عالمين أنكم أفتديتم لا بأشياء تفني بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح "

يوحنا 3: 16 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"

كورنثوس الثانية : 5: 21 " لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه "

يوحنا 20 : 30- 31 " وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب . وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح أبن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بأسمه ".

أعمال الرسل 4: 12 "وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس أسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص "

ومن وقتها أصبحت متأكداً من أنه لا الأحسان إلى سائل ولا إطعام جائع ولا الرفق باليتيم ولا زيارة مسجون يؤدي إلى الخلاص . هذه كلها حسنة ، ولكن تعمل بعد الخلاص وذلك للدلالة على أن الإيمان صحيح ومقترن بالأعمال الصالحة وذلك لتمجيد الرب كما جاء في أنجيل متى 5: 16 فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات.

بعد حين من الوقت طلبت من هذا الأخ أن أعتمد لأني أريد أن أشهر مسيحيتي قدام جميع أعضاء الكنيسة التي أصبحت أذهب إليها بعدما تعرفت عليه . وهكذا صار والآن أعرف بأن المسيحية لست دينا كباقي الأديان ولكنها فرح وخلاص والدلالة على ذلك ما قالة ملاك الرب للرعاة في أنجيل لوقا 2: 10-11 " فقال لهم الملاك لا تخافوا . فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب "

وأعرف بأن المسيحية هي علاقة مباشرة بيسوع المسيح لأنه كذلك علمنا في أنجيل متى

" تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم "

ومنذ أن سلمت حياتي للرب يسوع وأنا أعيش بسعادة وطمأنينة ولا خوف عندي من المستقبل.

  • عدد الزيارات: 2280