المسيح حاضر معنا
منذ أن دخلت الخطية إلى العالم والإنسان يتألم من ابتعاده عن الله. وكل ضيق في الكون، يصدر من هذا الابتعاد المبدئي عن مصدر الحياة، الذي سببناه بخطايانا.
أما وقد أتى الله المحب في المسيح إلينا، وعاش بيننا وصالحنا مع نفسه في المحبوب، فأصبحنا نحن الأعداء الخطاة، أعضاء أبرار بالمسيح. ولم تقدر سلطة في العالم، أن تقاوم مجيء الله إلينا في ابنه يسوع، ولا قوة ولا روح، يقدر أن يبطل بقاءه معنا.
فخلاصنا المؤسس على الحق والمتمم على الصليب، ظهر جلياً في قيامة المسيح لنعرف ونتأكد، أن ابن الله ماكث معنا وثابت فينا. المسيح، يعرفك، ويراك، ويعرف أفكارك من بعيد. وقد احتمل تجاربك، ويكشف قلبك الغبي الشرير، ويتألم منك ويحبك.
إنه قريب منك، ويخلصك، ويلفت نظرك إلى الإنجيل، لتنال قوة للحياة الأبدية. وبدون تعمق في كلمة الله، لا يكلمك المسيح. ولكن إن سمعت لكلمته في الإنجيل، يعزيك ويؤكد لك، إن خطاياك مغفورة إلى الأبد. وروحه القدوس يوضح لك شركته معك، ويسبب لك الفرح والاطمئنان في حضوره.
والفرح الكبير وجوهر القيامة هو أن المسيح حي وموجود وحاضر. وهو ليس في القبر، ولم يفن، بل قام. فجلوس المسيح عن يمين الله وحضوره معنا بل حلوله فينا يسبب ابتهاجاً ويدفعنا للشكر. المسيح حي. فمن لا يتعزّى؟
فأنت لست وحيداً حيثما أنت، ولا متروكاً حيثما اتجهت. وأنت تجتمع مع الإخوة للصلاة في تواضع، يحق لك وعده العظيم: "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" (متى 18:20).
إن حضور الله بين الناس هو سلطان المؤمنين منذ قيامة المسيح. فهو يمنعك من كل خوف، لأن حضوره أقوى من كل ضيق أو مرض أو موت. إنه يضع يده على رأسك، ويقول لك: "لَا تَخَفْ لِأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي" (إشعياء 43:1). وحتى إن مشيت في وادي ظل الموت، لا يفارقك، بل يمكث معك ويقودك إلى ملء حياته. لأن ليس نهاية لقدرته. آمن بحضور المسيح معك اليوم، واشهد جهراً بخلاصه تشترك في نصرته الكاملة.
- عدد الزيارات: 2957