Skip to main content

هل الكتاب المقدس صحيح؟

إلى الصديق الكريم

" كل الكتاب هو موحى به من الله... " (2 تيموثاوس 3: 16)

0 إن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص بالبشر. لأن الكتاب يقول: " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (1بطرس21:1).

وهذا مما يؤكد أن الكتاب المقدس هوكتاب إلهي. وما الأنبياء والرسل سوى الآلات المستعملة من الروح القدس لتدوين كلمة الله في لغة سكان الأرض.

و بما أن الله هو المتكلم شخصيا به، (قال الرب) فلذا هو المعصوم عن الخطأ. و يجب أن يكون منـزها عن النقد البشري

. " إكشف عينيى فأرى عجائب من شريعتك ". (مزمور 119:18

وإليك بعض البراهين التي تثبت صحة الكتاب المقدس:

أولاً : إتحاده و اتفاقه وعدم مناقضة أجزائه بعضها لبعض.

كتب الكتاب المقدس في فترات متباعدة في مدة تقرب من ألف وستمائة سنة كتبه كتبة متعددون منهم المتعلم الفيلسوف، و منهم الملك العظيم، ومنهم الكاهن القدير.

و لكن منهم أيضا الراعي البسيط و صياد السمك العامي. أكثرهم لم يعاصر الآخر، ومع ذلك تجدهم متفقون كل الاتفاق، و لم يناقض أحدهم الآخر، إن كان في موضوع الله أو الإنسان أو الخطية أو المسيح أو الخلاص، أو أي موضوع عالجوه.

ثانياً : كونه عجيبا بنبواته.

هناك نبوات عديدة في العهد القديم تثير الدهشة ليس لمجرد كونها نبوات، و لكن لكونها تحدثت عن مجيء شخص معين لخلاص البشرية. و أعجب من ذلك هو أن تتم هذه النبوات بحذافيرها في الوقت المعين لها. وعد الله منذ ستة آلاف سنة بمن يسحق رأس الحية،

و بعد أربعة آلاف سنة تمت النبوة، وولد المسيح الموعود بولادته في بلدة بيت لحم حسب نبوة ميخا النبى (ميخا 5:22) ولد حسب النبوات (إشعياء 7:14و 9:6) و عاش حسب النبوات،

ورفع الى الصليب حسب النبوات،ودفن حسب النبوات و قام بموجبها أيضا، ظافرا منتصرا على الموت و هو جالس في يمين العظمة منتظرا الوقت المعين ليتم ما لم يتم منها.

ثالثاً : طريقة حفظه.

رغما من الاضطهادات الوحشية التي هدفت استئصال كتابنا المقدس

و بالرغم من إحراق آلاف النسخ منه، ما يزال يزداد انتشاراً في عالمنا هذا أكثر من أي كتاب آخر. نعم إبليس أفرغ عليه جعبة أسلحته النارية، و لكن كتاب الله ما يزال منتصرا، لان الله الكلي القدرة هو الذي يحفظ كلمته و هو يعلن لنا " بأن الجبال ستزول والآكام ستتزعزع و لكن كلمة واحدة من كتابه لن تزول " (إشعياء 54: 10 و متى 24: 35) إنه حصن إيمان المسيحية واسم الرب فيه البرج الحصين الذي يركض إليه الصديق و يتمنع.

رابعا : سموه.

هو كتاب الكتب بل وسيدها، و كما يعلن الله نفسه فيه سيد الأسياد ورب الأرباب هكذا يعلن كلمته كلمة السماء النازلة من فوق. ليست الحكمة والفلسفة الأرضية، بل كما وصفها الكتاب نفسه. حاشا لنا أن نقابلها مع كتب فلاسفة العالم، إذ ليس سوى الجاهل من يحاول أن يقارن بين النور والظلمة، وهو أسمى مما نحاول أن نعطيه من درجة سمو.

خامساً : قوة سلطانه و تأثيره في الإنسان.

إنه المبكت للسامع والمعطي الحياة للقلب الميت في الذنوب والخطايا. لأن كلمته حية

وفعالة و أمضى من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس و الروح و المفاصل

و المخاخ ومميزة أفكار القلب و نياته (عبرانيين 4:12). قال يسوع: " الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة ". (يوحنا 6:62). إنه كلمة لا تنبهنا فقط لوجود الداء أو المرض بل تدلنا على العلاج الشافي الذي نبحث عنه، و أي علاج أفضل للميت من كلمة الحياة الأبدية، الموجودة ضمن صفحاته؟، قوة الله للخلاص لكل من يؤمن. إنه يظهر لنا يسوع حاملا خطايا البشر في جسده على الصليب و يرشدنا إلى دم يسوع لننال به غفران خطايانا، فكيف نشك به ككلمة الله؟ لا بل نعلن أمانتنا لرسالته و نذيع حقه، وندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة و نبقى أمناء له حتى الموت.

أليس هذا دليلا قاطعا على صدق كلمة الله في كتابه الثمين؟

هذا الكتاب هو كنـزنا الثمين وهو عزاؤنا في التجارب والمصاعب فلا نستطيع أن نعيش بدونه،

فلنشترك مع المرنم و لنقل " سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي ". (مزمور 119:105).

كـلام الإله يسـر القلـــوب لذيـذ وحلو كقـطر الشـهاد

ســقا العظـام يزيـل الكروب دواء قـوي لجـرح الفـؤاد

قاسم إبراهيم

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 3536