لماذا الكنائس الإنجيلية لا يضعون التماثيل؟
الكنائس الإنجيلية لا تضع التماثيل لعدة أسباب كتابية مهمة:
1. الوصية الثانية - أساس كتابي راسخ:
خروج 20: 4-6 - "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني"
التوضيح: هذه ليست مجرد وصية، بل هي الوصية الثانية من الوصايا العشر، مما يؤكد أهميتها العظيمة في نظر الله.
2. طبيعة الله الروحية:
يوحنا 4: 24 - الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا
أشعياء 40: 18 - فبمن تشبهون الله، وأي شبه تعادلون به؟
التوضيح: الله روح، لا يمكن حصره في شكل مادي أو تمثيل جسدي. أي محاولة لتجسيده في تمثال تقلل من عظمته اللامحدودة.
3. التاريخ الكتابي يحذر من التماثيل:
1 ملوك 12: 28-30 - عجول الذهب التي صنعها يربعام: "فاستشار الملك وصنع عجلي ذهب، وقال للشعب: كثير عليكم أن تصعدوا إلى أورشليم. هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر... وكان هذا الأمر خطية"
خروج 32: 1-8 - عجل الذهب في البرية أدى لغضب الله الشديد
التوضيح: التاريخ الكتابي مليء بأمثلة عن كيف أن التماثيل والصور أدت الشعب للضلال والخطية.
4. حتى التماثيل المقدسة يمكن أن تصبح أصناماً:
2 ملوك 18: 4 - هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى، لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نحشتان
التوضيح: حتى الحية النحاسية التي أمر الله موسى بصنعها (عدد 21: 8-9) أصبحت صنماً، لذلك دمرها الملك حزقيا البار. هذا يُظهر أن أي تمثال مهما كان مقدساً يمكن أن يُساء استخدامه.
5. تعليم العهد الجديد واضح:
أعمال 17: 29 - فإذ نحن ذرية الله، لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر، نقش صناعة واختراع إنسان
1 كورنثوس 10: 14 - لذلك يا أحبائي اهربوا من عبادة الأوثان
1 يوحنا 5: 21 - أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام
6. المسيح أكمل النظام القديم:
عبرانيين 10: 1 - لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء، لا يقدر أبداً بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام أن يكمل الذين يتقدمون
كولوسي 2: 17 - التي هي ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح
التوضيح: الرموز والتماثيل كانت ظلالاً تشير للمسيح. الآن وقد جاء المسيح، لا نحتاج للظلال بل للحقيقة نفسها.
7. الروح القدس هو المعلم الحقيقي:
يوحنا 14: 26 - وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم
1 يوحنا 2: 27 - وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء
التوضيح: الروح القدس الساكن في المؤمن يعلمه ويرشده، فلا حاجة لوسائل مادية لتذكيره بالله أو لمساعدته في العبادة.
8. التماثيل تحد من فهم الله:
إشعياء 55: 8-9 - لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي، يقول الرب. لأنه كما علت السماوات عن الأرض، هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم
التوضيح: أي تمثال هو محدود بالمفاهيم البشرية ولا يمكن أن يعبر عن عظمة الله اللامحدودة.
الخلاصة:
الكنائس الإنجيلية تؤمن أن العبادة الحقيقية هي علاقة روحية مباشرة مع الله من خلال المسيح بقوة الروح القدس، دون الحاجة لوسائط مادية. التماثيل والصور في العبادة تتعارض مع:
- وصايا الله المباشرة
- طبيعة الله الروحية
- كمال عمل المسيح الفدائي
- عمل الروح القدس في قلوب المؤمنين
- عدد الزيارات: 38