Skip to main content

ماذا يعنيك الخلاص؟

كلمة حق:

تذكّرْ، صديقي، ما قلناه عن عمل يسوع المسيح الفدائي على الصليب لأجل خلاصنا: "المسيح تألّمَ مرّةً واحدةً من أجل الخطايا، البارُّ تألّم من أجل الأَثَمة، لكي يقرّبَنا إلى الله مُماتاً في الجسد ولكن مُحْيً في الروح" (1 بطرس 3:18).

ورغم عدم استحقاقنا، إلا أنه "أحبّنا وغسَّلَنا من خطايانا بدمه" (رؤيا 1:5). إن "الله الذي هو غنيٌّ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبّنا بها، ونحن أمواتٌ بالخطيئة، أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلَّصونَ. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع" (أفسس 2:4-6).

أما الآن وقد عرفْتَ أصلَ الخطيئة وكيف دخَلَتْ إلى العالم وما فعله الرب يسوع المسيح لأجل خلاصنا، هل تريد أن تنال الخلاص؟ هل تريد أن يعطيك الله هبة الحياة الأبدية؟ هل تريد أن تحيا مع الله؟

أخي القارئ: إذا كنتَ ترغب في ذلك حقاً، وهنيئاً لك إذا فعلت، ينبغي عليك ما يلي:

1-أن تدركَ أنك خاطيء، رغم محاولاتك لأن تكون صالحاً:

فليس من إنسان يخلو من الخطيئة: "إن قُلْنا إن ليس لنا خطيئة نضِلُّ أنفسَنا وليس الحق فينا" (1 يوحنا 1:8).

وستدرك ذلك حقاً إذا عرفْتَ أن الخطيئة ليست فقط القتل أو السرقة أو الكذب أو غير ذلك من الآثام الظاهرة المتعلقة بالفعل، إن الخطيئة يمكن أن تكون بالفعل، والقول، وحتى بالفكر. يقول الكتاب المقدس: "ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجّسه. لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجّس الإنسان....لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة، الزنى، الفسق، القتل، السرقة، الطمع، الخبث، المكر، العهارة، العين الشريرة، التجديف، الكبرياء، الجهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجّس الإنسان" (مرقس 7:15, 21-23).

فالخطيئة غَزَتْ كُلَّ ذرةٍ من طبيعة الإنسان وشخصيته: فكره، إرادته، عواطفه، ضميره، ميوله، وخياله: "القلب أخْدَعُ من كل شيء، وهو نجيسٌ" (إرمياء 17:9).

فأصل المشكلة ليس فيما تفعله بل فيما أنت عليه. فإنك تخطئ لأنك خاطيء بالطبيعة. "من يُخرج الطاهرَ من النّجس؟ لا أحد" (أيوب 14:4).

يطرح الكتاب المقدس هذا السؤال: "من يستطيع القولَ: لقد طهَّرْتُ قلبي، وتنقّيتُ من خطيئتي؟" (الأمثال 20:9). هل تستطيع أن تقول ذلك؟ إذا كنتَ لا تستطيع ذلك فإنك، مثلي ومثل كل البشر، ملوّثٌ خاطيء دَنِسٌ.

من جهة أخرى، ليست الخطيئة هي فقط ما يصدر عنك من فكر أو قول أو فعل. بل أيضاً الخطيئة هي الصلاح والخير الذي لا تعمله: "من يعرف كيف يصنع الخير ولا يفعل فإنه يرتكب خطيئة" (يعقوب 4:17).

2-أن تتوب:

أي أن تقرّ بخطاياك إلى الرب وأن تتحول عن حياة الخطيئة، بمختلف أشكالها. وهذا يتطلّب تغيّر القلب، والاحساس الصادق بالذنب تجاه الآثام التي ارتكبتَها. وبالتالي أن تغير اتّجاه حياتك، وأن تحيا حياةً تُرْضي الله. فإن الله نفسه، بدافع محبته لنا، "لا يشاء أن يهلك أحدٌ، بل أن يبلغ جميعُ الناس إلى التوبة" (2 بطرس 3:9). وإن "الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا" (أعمال 17:30).

إذاً عليك أن "تتوب وترجع إلى الله وتعمل أعمال تليق بالتوبة" (أعمال 26:20).

وهذه التوبة تترافق، عادةً، مع الحزن بسبب معاصينا: "لأن الحزن لله يورثُ توبةً تؤدي إلى الخلاص ولا ندمَ عليها، في حين أن حزن الدنيا يُورثُ الموت" (2 كورنثوس 7:10).

3-أن تؤمن بالمسيح:

أي أن تقرّ بأن يسوع هو "المسيح، ابن الله الحي" (متى 16:16) وأن "المسيح مات من أجل الخطأة الأشرار" (رومية 5:6).

وأن تضع ثقتك ورجاء خلاصك عليه وليس على أعمالك أو نفسك: "إن اعترَفْتَ بفمك بالرب يسوع وآمنْتَ بقلبك أنّ الله أقامَه من بين الأموات تخلُص. فالإيمان بالقلب يؤدي إلى البرّ والشهادة بالفم تؤدي إلى الخلاص" (رومية 10:9،10).

وهذا الإيمان هو الذي يؤدّي إلى الخلاص: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16:31).

ولْتكنْ لك الثقة بنعمة الله التي تخلّصُك، حتى ولو شعرتَ بأنك لست مستحقاً: "فإنكم بالنعمة مُخَلَّصونَ بالإيمان. وليس هذا منكم: إنه عطية الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ" (أفسس 2:8،9). فالله خلّصنا "لا بأعمالِ بِرٍّ عملناها نحنُ، بل بمقتضى رحمته خلّصنا" (تيطس 3:5).

تحذير:

ثمة مغالطات والتباسات تتعلق بطبيعة الإيمان، ينبغي أن ننبّه إليها:

إن الإيمان الذي يخلّص ليس هو تصديق عقلي أو اقتناع عقلي بوجود المسيح، كمثل اقتناعنا بوجود الهواء، أو بوجود شخص مثل الاسكندر الكبير في التاريخ. وإلا فما الفرق بيننا وبين الشيطان الذي يؤمن هو نفسه بوجود الإله الحقيقي؟ "أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل. والشياطين أيضاً يؤمنون به ويرتعدون" (1 يعقوب 2:19).

وليس هو إيمان نلجأ به إلى الله في وقت المحن والأزمات أو الحاجة. فهذا الإيمان مؤقّت وتغلب عليه صفة النّفعية والمصْلَحَة.

وليس هو المعرفة النظرية للكتاب المقدس ومخطط الله لخلاص البشر.

إن الإيمان الذي يُخَلِّص هو إيمانك الشخصي بيسوع المسيح على أنه الوحيد الذي يستطيع أن يمنحك الحياة الأبدية كعطية مجانية، والوحيد الذي يخلّصك: "يقْدِرُ أن يخلّصَ أيضاً إلى التمام الذينَ يتقدّمون به (بالمسيح) إلى الله، إذ هو حيٌّ في كل حين ليشْفع فيهم" (عبرانيين 7:25).

فهلا تفتح له باب قلبك كي يدخلَ إليه ويغيّر حياتك كلّها: "ها أنذا واقفٌ على الباب أقرع، فإن سمع أحدٌ صوتي وفتح الباب أدخلُ وأتعشّى معه وهو معي" (رؤيا 3:20). "أنا القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا" (يوحنا 11:25).

4-أن تقبل المسيح كرب وسيد على حياتك:

أعطِ الربَّ يسوع عصا القيادة لحياتك، واعمل مشيئته وكل ما يرضيه، وابتعد عن كل ما يحزنه. ولسوف تنمو في علاقتك الروحية معه طالما حافظْتَ على المكوث قربه: "أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام" (يوحنا 12:18). "أنا هو الباب" (يوحنا 10:9). "أنا هو الطريق والحق والحياة: لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14:6).

عطية الحياة الأبدية:

الحياة الأبدية هي عطيةٌ من الله مجانيةٌ: "أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6:23).

وهذه العطية ينالها المؤمن في العالم الآتي: "الحقَّ أقول لكم: ليس أحدٌ ترك بيتاً أو أخوةً أو أخواتٍ أو أباً أو أماً أو امرأةً أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل إلا ويأخُذُ مئةَ ضِعْفٍ الآن في هذا الزّمان بيوتاً و إخوةً و أخواتٍ و أمهاتٍ و أولاداً و حقولاً مع اضطهاداتٍ وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" (مرقس 10:29،30). وكما يقول يوحنا الرسول: "إن الله وهب لنا الحياة الأبدية وإنّ هذه الحياة هي في ابنه. فمن كان له الابن كانت له الحياة. من لم يكن له الابن لم تكن له الحياة. ....كتبْتُ إليكم هذا لتعْلموا أن الحياة الأبدية لكم أنتم الذين يؤمنون باسم ابنه" (1 يوحنا 5:11-13).

وبالإيمان نحصل على الحياة الأبدية: "الحقّ الحقّ أقول لكم: من آمن بي فله الحياة الأبدية" (يوحنا 6:47).

وكن على ثقة بأن الرب يسوع يقْبَلُكَ ويرحّب بك متى جئتَ إليه: "كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإليّ يُقْبِلُ ومن يُقْبِلُ إليّ لا أُخْرِجُهُ خارجاً" (يوحنا 6:37). فهو الراعي الصالح الذي لن يتركنا: "خرافي تسمعُ صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياةً أبديّةً ولن تهلكَ إلى الأبدِ ولا يخطفها أحدٌ من يدي" (يوحنا 10:27،28).

أن تسلّم حياتَك للرب يسوع أمر ضروري عاجل. فلا تنتظر أكثر مما ينبغي. الوقت يمر. والمستقبل غير مضمون. قد لا تتسنّى لك فرصةٌ أفضل من هذه الآن لتقوم بذلك: "لا تفتخرْ بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلِدُهُ يومٌ" (أمثال 27:1).

إن الروح القدس يقول لك: "اليومَ إذا سمعتم صوتَه فلا تُقسّوا قلوبَكم" (عبرانيين 3:7،8).

لا تؤجّلْ. يكفي أن تؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله وأنه مات لأجل خلاصك. إذا كنْتَ تؤمن بهذا في أعمق أعماق قلبك فلا تؤجّلْ ولا تتوانى.

هل تشعر الآن أنك ترغب في الحياة الأبدية، أنك ترغب في التوبة، أنك تود أن تحيا حياةً جديدة نقيةً، أنك ترغب في التخلي عن سابق حياتك، أنك تريد أن تعيش حياتك في فرح وسلام أبناء الله؟

إذا كان هذا ما تشعر به يمكنك أن تصلي إلى الله الآب، وتعترف بأنك خاطيء أمامه، وتقرّ بإيمانك بالرب يسوع مخلصاً لك، وتطلب منه أن يدخل إلى حياتك وأن يمنحك الحياة الأبدية: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1:19).

اقتراح صـلاة:

يمكنك أن تصلّي إلى الله بأي صيغة تريدها وأن تخاطبه بكل بساطة. فهو أب محبّ متحنن عالمٌ بما في القلوب. فلَكَ أن تعبّر له عن مكنونات صدرك ومشاعرك. وهو سيسمعك ويستجيب إلى طلبك.

إذا أحبَبْتَ، أقترح عليك هذه الصلاة نتلوها معاً وأنت تتأمّل في معانيها وتعيشها من أعماقك فتصبح نابعةً من ذاتك:

"أيها الرب يسوع المسيح المحب البشر. إني أومن بك أيها الدّيّان العادل. وأعترف بأنك جئتَ إلى العالم لتخلّص الخطأة بما فيهم أنا. وأقرّ بخطاياي وآثامي وأنا واثقٌ من رحمتك وتحنّنك. وأطلب منك، ربي وإلهي، أن تغفر لي زلاتي، وتمنحني الخلاص وهبة الحياة الأبدية. أعطني يا رب أن أحيا كابنٍ لك في القداسة. حتى إذا أحطْتَني بنعمتك ومحبّتك، أشكرك وأعبدك كل حين وأمجّد اسمَكَ إلى الأبد. آمين".

أهلاً بك في عائلة الله:

إذا كُنْتَ قد شعرْتَ بالرغبة في تغيير حياتِكَ، وتُبْتَ الآن، ووضعتَ رجاءك على الرب يسوع حمل الله الذي مات على الصليب ذبيحةً عنك ليرفع خطاياك، فإنك الآن ابنٌ لله عضوٌ في عائلته:

"فكل الذين قبِلوهُ أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 1:12).

"لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روحَ التبنّي الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروحُ نفسُه يشهدُ لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولاداً فإننا ورثةٌ أيضاً ورثةُ الله ووارثون مع المسيح" (رومية 8:14-17).

"لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 3:26).

ولك أن تَعْلَمَ يا عزيزي وأن تثقَ بأن "كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رومية 10:13). ومن هنا يأتيك الشعور بالعزاء والفرح والسلام والمحبة والثقة.

الولادة الجديدة:

هل تشعر الآن بأنك إنسانٌ جديدٌ؟

إن ما تحس به الآن وما حصل لك هو ولادة جديدة. هو ولادة روحية من الله: "كل من يؤمن أن يسوعَ هو المسيح فقد وُلِدَ من الله" (1 يوحنا 5:1). "أولئك الذين وُلِدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد أو من مشيئة رجل، بل من الله" (يوحنا 1:13).

وهذه الولادة الجديدة ضرورية لدخول ملكوت الله: "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحَدٌ لا يُولَدُ من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3). "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحَدٌ لا يُولَدُ من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسدٌ هو والمولود من الروح هو روح" (يوحنا 3:5،6).

ويقول بطرس الرسول: "طهّروا نفوسَكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرّياء. فأحبّوا بعضكم بعضاً من قلبٍ طاهرٍ بشدة. مولودين ثانيةً لا من زرْعٍ يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" (1 بطرس 1:22،23).

وفي الحقيقة إن الله هو الذي يحرّك فينا هذه الرغبة لنُوْلَدَ من جديد: "لا يقدرُ أحدٌ أن يُقبلَ إليّ إن لم يجتذِبْهُ الآبُ الذي أرسلني وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يوحنا 6:44).

احفظْ تاريخ هذا اليوم المميّز في حياتك، وتذكرْه على الدوام. فهذه ستكون ذكرى جميلة بالنسبة لك وتساعدك على المثابرة والنمو في الحياة الروحية.

 

  • عدد الزيارات: 2910